لو كنت متـخـذا خـلـيـلا

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا )

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت لي فيما مضى صديقة عرفتها منذ سنوات. لم نكن نفترق تزوجت أنا ثم تزوجت هي بعدي بفترة .فجأة انقطعت بيننا الإتصالات بدون داعى,ربما لإنشغالات الحياه والزواج والأولاد و كلما ذاد الوقت أصبح من الصعب العودة لما كنا عليه. كلما تذكرت كم كنا نضحك معا وكم كنا نبكى معا وكم كانت لنا ذكريات لا تنسى وأيام وأسرار (أحم...) ومصائب. تمر بنا الأيام وننسى ما كان و ما كنا ولكن فى بعض الأوقات تحن القلوب و تتألم لما وصلنا إليه.. قد أكون أنا السبب فى هذا فلم أكن نِعم الصديق لها ,لم أكن بجانبها عندما توفيت والدتها فأنا لم أعرف إلا بعدها بفترة طويلة و تحججت (لنفسي) بأنى تأخرت فى السؤال وأنى لا أعرف ما أقول لها , ومرت الأيام ومرت شهور ولا زلنا فى هذا الإنقطاع شبه المتفق عليه. تسائلت لماذا أعاتب نفسي وهى لم تكن أيضا نِعم صديق و تذكرت أنى غالبا ما كنت أنا المتصلة بها فى كل مرة ولم تكن هى بجانبى فى أصعب الأوقات وكيف لى أن أعرف بوفاة والدتها و أنا أسكن بعيدا عنها وليس بيننا معارف مشتركة. كان من الممكن أن تكلف أى شخص أن يخبرنى حتى لو بعدها بفترة أو تخبرنى هى بعد مرور كل هذا الوقت ... هذ كله دفعنى لأكتب فى هذا الموضوع ..الصديق.. فقد توصلت من خلال قرائتى لبعض الكتب أن الصديق المحب لصديقه له بعض الصفات:

1. يحفظ أسرارك عن جميع الناس و إن لم تطلب .
2. يفرحه ما يفرحك و يحزنه ما يحزنك .
3. خير معين وسند عند الحاجة فيفرج عنه الضيق بماله ونفسه .
4. يدفع عنك الأعداء ويدافع عن حقك ولا يقبل الظلم أو الإفتراء عليك .
5. لا يحسدك ولا يحقد و لا يغار من نعمة أنعم الله بها عليك .
6. يفرح إن أنعم الله عليك بفضله و يدعو لك بدوامها .
7. يظهر محاسنك و يكتم عيوبك و يحفظك فى غيبتك .
8. لا يخذلك وقت الضيق و لا يسلمك للعدو .
9. يصافى من يصافيك و يحبك , و يجافى من يعاديك ويبغضك .
10. صداقته فى العسر و اليسر و الحزن و الفرح .
11. لا يجلب لك المتاعب عن قصد ولا يوقعك فى الفتن و المصائب .
12. تستمر صحبته طوال عمرك ويدعو لك حيا و ميتا .
13. يحرص على زيارتك رؤيتك ومحادثتك .
14. يحبك لله لا لمصلحة أو حاجة .
15. لا يكذب لك أو عليك أبدا و إن كان مازحا .
16. يظهر ما يبطن واضح فى تصرفاته غير منافق .
17. ينصحك أذا أخطأت على انفراد و يرشدك برفق و لين و أدب .
18. يلقى عليك السلام و يصافحك عند اللقاء .

أما الصفات التى ينبغى أن يتحلى بها الصديق فهى :

1. يداوم على الصلاة فى وقتها .
2. ذو صلاح و أدب و حياء .
3. مجتنب للكبائر والمنكرات التى تلحق بصاحبها اللعن و العذاب و الغضب من الله .
4. لديه روح الدعابة و المزاح بحدود الوسط .
5. مظهره حسن بما يوافق الدين دون إفراط أو تفريط .
6. بار بوالديه مطيع لهما .
7. مفتاح للخير مغلاق للشر حريص على مكارم الأخلاق والسنن النبوية .
8. بعيد كل البعد عن الغيبة و النميمة و لغو الكلام ولا يتحدث بكل ما يسمع .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

فلينظر كل منا حوله ويختار الصديق الذى يوصلنا إما إلى جنات و نعيم أو عذاب وجحيم . وإذا وجدت الصديق فتمسك به و حافظ عليه واجعله دوما قريب إلى قلبك فالأرواح جنود تتآلف عند التوافق . واسأل نفسك : هل كنت لصديقك كما تريده أن يكون لك؟